يشهد العالم صحوة حقيقية لمخاطر التغير المناخي، تدفعنا نحو اتخاذ خطوات جادة لمكافحة هذه الظاهرة التي تهدد مستقبل كوكب الأرض. ورغم أن التحديات لا تزال كبيرة، إلا أن هناك بوادر أمل وتقدم ملموس على مختلف الأصعدة.
التقدم المحرز في مجال التغير المناخي
- اتفاقية باريس: تم إبرام هذه المعاهدة التاريخية عام 2015، وتسعى إلى الحد من ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض إلى أقل بكثير من درجتين مئويتين، ويفضل 1.5 درجة مئوية، مقارنة بمستويات ما قبل الصناعة. وقد صادقت عليها 197 دولة.
- ازدياد استخدام الطاقة المتجددة: تتزايد استثمارات الدول في مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وتنخفض تكاليفها بشكل مطرد.
- تحسين كفاءة الطاقة: تتخذ العديد من الدول والمجتمعات خطوات لتحسين كفاءة استخدام الطاقة، مما يؤدي إلى خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
- السياسات المناخية: تضع العديد من الدول سياسات للحد من انبعاثات الكربون، مثل قوانين تسعير الكربون واللوائح التي تهدف إلى تحسين كفاءة استخدام الطاقة ومعايير انبعاثات المركبات.
- الوعي المجتمعي: يتزايد الوعي العام بتغير المناخ وتأثيراته، مما يدفع المزيد من الناس والمؤسسات إلى اتخاذ إجراءات.
ما هو التقدّم المحرز في مجال التغيّر المناخي؟
قدمت قمة الأمم المتحدة الأخيرة التغير المناخي، والمعروفة باسم COP28، بصيص أمل للعمل الدولي في مجال المناخ، توصل المفاوضون إلى اتفاق لتحويل العالم بعيدًا عن الوقود الأحفوري ووافقوا رسميًا على إنشاء صندوق للخسائر والأضرار لدعم البلدان الأكثر عرضة لتأثيرات المناخ، ومع ذلك فشل مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28) في مجال رئيسي واحد: فهو لم يحدد مسارًا واضحًا لتمويل وتنفيذ العمل المناخي في الجنوب العالمي.
وستكون عواقب ذلك محسوسة في جميع أنحاء العالم، على الرغم من اتفاقيات المناخ التاريخية التي أبرمتها الأمم المتحدة، استمرت الانبعاثات العالميّة في الارتفاع، ويشير بحث جديد إلى أن العالم سيتجاوز العتبة الحرجة المتمثلة في ارتفاع درجات الحرارة بمقدار 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة بحلول نهاية العقد.
ومع وصول الانبعاثات إلى ذروتها في العالم المتقدم، فإن نمو الانبعاثات في المستقبل سوف يتركز في الجنوب العالمي، ومع ذلك فإن الموارد اللازمة للحد من هذه الانبعاثات ــ على وجه التحديد التكنولوجيا الخضراء ورأس المال ــ تتركز في الشمال العالمي.
لن ينجح التحول العالمي في مجال الطاقة إلا إذا نجح المجتمع الدولي في إصلاح الانقسام بين الشمال والجنوب. ولا يجوز بعد الآن حجب رأس المال الحيوي عن أجزاء العالم التي تحتاج إليه بشدة، هناك حاجة ملحة إلى قيام القادة بإعادة تصور التعاون المناخي، ويمكنهم القيام بذلك من خلال ضمان قدرة الجنوب العالمي على الوصول إلى التمويل والتكنولوجيا والمنتديات التي يحتاجها لزيادة القدرة على الوصول إلى الطاقة، ودعم المجتمعات الأكثر تضررا من تغير المناخ، وإحراز التقدم على مسار الأهداف المناخية.
العمل المناخي والتنمية المستدامة
يُعدّ العمل المناخي والتنمية المستدامة وجهين لعملة واحدة،
حيث لا يمكن تحقيق أحدهما دون الآخر.
الترابط الوثيق:
- التأثيرات المتبادلة: يُفاقم التغير المناخي من تحديات التنمية المستدامة، مثل الفقر والجوع وانعدام الأمن الغذائي، وتؤدي جهود التنمية المستدامة، مثل استخدام الطاقة النظيفة والزراعة المستدامة، إلى الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وتخفيف حدة تغير المناخ.
أهداف مشتركة:
تسعى كل من أهداف العمل المناخي وأهداف التنمية المستدامة إلى:
- حماية كوكب الأرض: من خلال الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري ومكافحة التغير المناخي وحماية النظم البيئية.
- ضمان الرفاهية للجميع: من خلال توفير فرص عمل لائقة وخلق مجتمعات عادلة وإتاحة الوصول إلى خدمات أساسية مثل التعليم والرعاية الصحية.
- تعزيز السلام والعدالة: من خلال معالجة الأسباب الجذرية للنزاعات وبناء مجتمعات أكثر شمولاً واستدامة.
التكامل في التنفيذ:
يتطلب تحقيق التنمية المستدامة والعمل المناخي
نهجًا متكاملًا يجمع بين الجهود على مختلف المستويات:
- الحكومات: وضع سياساتٍ فعالة ودعم الابتكارات وتوفير التمويل اللازم.
- المجتمعات المدنية: رفع الوعي وتعزيز المشاركة في الجهود المناخية.
- القطاع الخاص: الاستثمار في تقنيات الطاقة النظيفة وإتباع ممارسات تجارية مستدامة.
- الأفراد: اتخاذ خياراتٍ ذكية في حياتهم اليومية للتقليل من انبعاثاتهم الكربونية ودعم الاستدامة.
التقدم المحرز:
- لقد أحرز العالم بعض التقدم في دمج العمل المناخي
- مع جهود التنمية المستدامة،
وأبرز الأمثلة على ذلك:
- اتفاقية باريس: تتضمن أهدافًا محددة للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وتعزيز التكيف مع التغير المناخي ، مع التأكيد على أهمية التنمية المستدامة.
- أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة: تتضمن هدفًا محددًا للتعامل مع التغير المناخي (الهدف 13) وعدة أهداف أخرى ذات صلة بالتنمية المستدامة تتأثر التغير المناخي أو تساهم في مكافحته.
كيفية المساهمة في حماية البيئة
يمكنك اتباع بعض الخطوات البسيطة لمساهمة كل فرد منا بحماية بيئته والمساهمة في الحفاظ على الموارد الطبيعية وسلامتنا وسلامة كوكبنا وجاءت على النحو التالي :
- يجب استخدام وسائل النقل العام أو ركوب الدراجة أو المشي بدلًا من الاستخدام الكثير للسيارات.
- الحفاظ على استهلاك الماء والكهرباء.
- استخدام المنتجات الصديقة للبيئة والتخلص من النفايات بشكل سليم.
- يمكنك المشاركة في حملات الوعي و تنظيف البيئة.
- يجب عليك نشر الوعي بأهمية حماية البيئة بين أفراد العائلة والأصدقاء.
تغير المناخ وتأثيره على البيئة
- يُعدّ التغير المناخي أحد أكثر التحديات إلحاحًا التي تواجه كوكب الأرض اليوم.
- وتشير الدلائل العلمية بشكلٍ قاطع إلى أنّ النشاط البشري،
- وبخاصةً انبعاثات غازات الاحتباس الحراري،
- هو السبب الرئيسي وراء هذا التغير المناخي غير المسبوق.
التأثيرات المتعددة على البيئة:
يُلقي تغير المناخ بثقله على مختلف مكونات البيئة،
مما يُسبب تأثيراتٍ سلبية واسعة النطاق، تشمل:
- ارتفاع درجات حرارة الأرض: يؤدي تراكم غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي إلى احتباس الحرارة، مما يُسبب ارتفاعًا ملحوظًا في درجات حرارة كوكب الأرض. ويُترجم ذلك على أرض الواقع في موجات حرٍّ شديدة، وتغيرات في أنماط هطول الأمطار، وارتفاع مستويات سطح البحر، وغيرها من الظواهر المناخية المتطرفة.
- ذوبان الجليد: مع ارتفاع درجات الحرارة، تذوب الأنهار الجليدية والكتل الجليدية في القطبين ومناطق المرتفعات، مما يُؤدي إلى ارتفاع مستويات سطح البحر وزيادة مخاطر الفيضانات وتآكل السواحل.
- التأثيرات على النظم البيئية: يُهدد التغير المناخي التنوع البيولوجي على كوكب الأرض، مما يُؤدي إلى انقراض بعض الأنواع وتدهور النظم البيئية وتغير مواطن الحيوانات والنباتات.
- الجفاف وتصحر الأراضي: يُؤدي تغير المناخ إلى تغيرات في أنماط هطول الأمطار، مما يُسبب الجفاف في بعض المناطق وتصحر الأراضي. ويُؤثر ذلك على الأمن الغذائي ويزيد من مخاطر التصحر.
- تغيرات في مواعيد الفصول: يُلاحظ تغيرات في مواعيد الفصول، حيث تُصبح فصول الشتاء أقصر وأكثر دفئًا، بينما تُصبح فصول الصيف أطول وأكثر حرارة.